أنا كنت فين؟

أنا كنت فين؟

كانت ليلو ترقد على فراشها طوال الأسبوع الماضى. الفراش الذى أصبح فراش مرض!! ترقد وحيدة، فى غرفة مظلمة، لا تستطيع فتح عينيها من كثرة........... لا لا لا بلاش الجو ده

أنا تقريباً خفيت، مش لازم بقى جو الكآبة دهأنا كنت عيانة فعلاً لمدة أسبوع - أسبوع عصييييب جداً، تصوروا الحاجات البسيطة جداً زى المشى، الوقوف والكلام! الحاجات دى ماكنتش قادرة أعملها... الرؤية كمان كانت مستحيلة، الصورة بتجرى قدام عينى زى قناة تليفزيون مش مظبوطة - قلت الحقونى، شوفوا مالى، عمك الدوك قال كلمته: التهاب حاد فى الأذن الداخلية (الداخلية مش الوسطى - كل الناس فاكرة انها الوسطى!!) ولابد من الراحة لتامة لمدة اسبوع فى السرير وفى اوضة ضلمة! مع عدم الحركة اطلاقاً إلا للشديد القوى... اللى هو الحمام ولامؤخاذة...حتى ده كنت بتسند لغاية ما أوصله

وبدأت أتعس أيامى فى 2006! دا إحنا لسه بنقول يا هادى.... أول 3 أيام كانت حالتى تمام زى الجثة! مرميه طول النهار على السرير "بلا حراك" ... حلوة بلا حراك دى ... النور مطفى والتليفزيون مقفول لأنى مش قادرة أتابعه، الممثلين بيجروا ويترعشوا!!! وكل كام ساعة أسف شوية أدوية وأرجع لدور الجثة تانى، أو أقوم نص قومة فى السرير عشان آكل ومعدتى توجعنى وأرجع أرقد تانى... ماهو الالتهاب ده بيجيب غثيان كمان ومعدتى ماكنتش طايقة حاجةبعد يومين، الفرق بين الليل والنهار: راح.... الخط الفاصل بين النوم واليقظة: بخ، اتمحى... ماما تصحينى عشان الدوا أسألها هو النهاردة ايه؟ تقوللى الخميس، أقولها: الصبح ولا باليل؟!! وقبل ماسمع الاجابة أكون رحت فى النوم... فى أول يوم قال ايه كنت قلقانة لحسن ماقدرش أروح الشغل تانى يوم! تانى يوم صحيت لقيت نفسى مش قادرة أقوم مالسرير أصلاً!! ويوم يجر يوم لما عدى أسبوع... أصلا بعد تالت يوم أنا نسيت أنا مين وباشتغل ايه ولا فين

التحسن بدأ فى خامس يوم.. بدأت أعرف أقعد عدلة فى السرير... وأقدر أمشى للحمام من غير ما أقع... شوفوا حاجات عادية بنعملها كل يوم ببساطة، ممكن تبقى عزيزة قوى فى المرض! الحمد لله أنا دلوقتى خفيت، وزى كل مرة أرقد فى السرير، أقوم وأنا حاسة فعلاً ان الصحة دى أكبر نعمه عندنا، من غيرها مش حانبقى عايشين أصلاً... يا رب ما حد يجرب الالتهاب القاتل ده أبداً... خدوا بالكو ودفوا نفسكو ومتعملوش طرازانات وتلبسوا خفيف، ومحبكش الخروج فى السقعة والمطر يعنى!! طبعاً النصايح دى ليا أنا أولكم! هو جابلى الكافية الا الحركات دى

المهم، الحمدلله ليلو عادت بسلام... أوانها لسه ماجاش ... لازال فى العمر حبه