معلش يا هناء، مش حاقدر أمشى دلوقتى، لسه قدامى شوية فواتير عايز أقيدها ومش عايز أأخرك معايا أكتر من كده، روّحى انتى
نظرت هناء للساعة فوجدتها العاشرة والثلث، لقد تأخرت بالفعل، وبعد أن وعدها بأن يوصلها إلى منزلها ها هو قد خلى بوعده ويريدها أن تذهب بمفردها. اغتاظت منه كثيراً، لقد وافقت أن تتأخر عن موعدها المعتاد وتسهر قليلاً فى المحل على وعد بأن يوصلها... وها هى الآن عليها أن تركب المواصلات فى هذه الساعة
خلاص يا أستاذ أحمد، أنا حامشى بقى، على الله ألاقى الميكروباص اللى بيودى على البيت طوالى لحسن الوقت إتأخر قوى، سلام
لم تنسى أن تقل له هذه الجملة حتى يشعر بالخجل من تهربه، ثم خرجت من المحل مسرعة، وهى تقسم بأن تتأخر فى المجئ إلى المحل فى اليوم التالى "ساعتين بحالهم" عوضاً عن هذا الموقف السخيف
أما راجل عيل صحيح، بعد ما أتلطع لغاية عشرة ونص يقولى روّحى لوحدك، خلاص يعنى الفاتورتين دول كانوا حايطيروا لو ماقيدهمش الليلادى
أخذت تتمتم بكلمات تذمر مثل هذه طوال الطريق إلى المحطة. هى تعرف أنها تستطيع التصرف بمفردها، تستطيع أن تذهب إلى أى مكان وحدها ولا تخشى شيئاً، ولكن المشكلة ليست بها، المشكلة فى
العواطلية اللى ماليين الشوارع دول، اللى معندهمش شغلة ولا مشغلة غير الفرجة على البنات والستات فى الرايحة والجاية، أى واحدة ماشية ياخدوها من فوق لتحت وياخدوا راحتهم فى البص، حاجة تقرف!! ويا ويلها بقى اللى تمشى فى الشارع بعد الساعة عشرة، دى بقى أكيد ماشية على حل شعرها وما فيش مانع من كلمة كدة ولا كدة، ماهى فاجرة بقى، ماتعرفوش انى شقيانة وبشتغل شغلانتين علشات أكفى مصاريف البيت ....... جتكوا خيبة قاعدين علقهاوى بتحرقوا فى فلوس فى الهوا، تلاقى مراتاتكوا هى اللى بتصرف عليكو
أخذت هناء فى استفزاز نفسها بهذه الأفكار، فهى تعانى يومياً من نظرات هؤلاء "العواطليه" التى تخترق جسدها وتحس بالإهانة من كلماتهم التى يلقونها على مسامعها، أحست بالشفقة على نفسها، هى راضية بحياتها إلى حد كبير، لكن هذا الرضا يتبخر عندما تذهب فى مشوار بعد العاشرة مساء، أو عندما تضطر إلى مغادرة المحل فى وقت متأخر مثل هذه الليلة
عشان يتبسط أستاذ أحمد، أصلوا اشترانى بال350 جنيه العمى اللى بيديهملى، دانا باعمل مجهود 3 موظفين فى المحل
يا رب اهديه خليه يزودنى شوية
كانت فى قمة الضيق، تتذكر الأفكار السخيفة الواحدة تلو الأخرى، تتمنى لو وجدت ميكروباص الذى يأخذها إلى منزلها مباشرة حتى تصل منزلها سريعاً وتنسى هذه الأفكار المزعجه، ولكن فكرة ركوب الميكروباص فى حد ذاتها تضايقهأ
اللى حيتلزق عشان يقعد حنبى، واللى يفضل يدندنلى أغنية لعبد الحليم فى ودانى، واللى يحاول يحط ايده على كتفى قال يعنى ماخدش باله... شيل ايدك كسر ايدك ورجلك و رقبتك كمان
كانت تتمرن على الجمل والألفاظ التى سوف تغرق بها من يحاول الإقتراب منها، هى تعرف "الأشكال دى" وتعرف كيف تتصدى لهم، فهم يتراجعون ويتحولون لجبناء اذا ما وجدوا منها الرفض، وربما ادعوا أنها تفترى عليهم ايضاً
احنا قربنالك ولا كلمناكى، انتى حتجبيلنا مصيبة عالمسا، استغفر الله العظيم يا رب
وتحس هى بالرثاء لنفسها على تعرضها لهذه المهانة، وتطلب من الله ألا يسمع منه هذا الدعاء بالمغفرة
خده يا رب
بعد نصف ساعة كانت على أول الشارع التى تقطنه، كان الهدوء يسود الشارع والإضاءة خافته، تسرع الخطا حتى تصل لمنزلها بأقصى سرعة، تحلم بعشاء ساخن ثم النوم العميق، تتمنى لو وجدت عملاً أقرب لمنزلها، تتمنى زوجاً طيباً وأسرة سعيدة، كل أمانيها جاءت الآن على فكرها.. هى لا تدرى أهو عدم رضا أم مجرد تذمر وقتى سيزول حالما تأكل وتستريح، كل ما يعنيها الآن هو الوصول للمنزل
أوصل بس بيتنا على خير وبكره أفكر وأحلم وأخطط، بس المهم ماما تكون عاملة عشا كويس
فى طريقها تسمع تعليق من بعيد من "عاطل من إياهم" يقول رأيه فى مسألة تأخيرها
ما بدرى يا ست البنات
بما أنه من المنطقة فلابد وأن كل "حريم" المنطقة تحت نظره وله رأى فى كل سلوكياتهن، وهذه الآراء لا تقال إلا ليلاً على القهوة مع باقى شباب المنطقة وهم يدخنون الممنوعات، فيبدأون بتأليف ونسج قصص من خيالهم حول بنات المنطقة، يألفونها ويصدقونها، هى مجرد تسلية وشغل للوقت، لا أكثر ولا أقل
وعند عبورها أسفل بلكونة أم حسين، سمعتها تقول بضع كلمات غير مفهومة، لم تسمعها لكن أيقنت أنها تقول أن ما سمعته من ابنها هو صحيح
شوف ياختى البت راجعه آخر الليل لوحدها، عنده حق الواد حسين فى اللى قاله، قال وأنا كنت عايزه أخطبهاله، اخص
كانت هناء على وشك البكاء من احساسها بالظلم
حرام عليكى يا ولية يا مفترية، دانا راجعه مالشغل هلكانة
كان المنزل على بعد أمتار، عندما أحست بمن يمشى وراءها، احساسها لا يخطئ، هناك من يتبعها، من هو الذى يتربص بها؟ انها على بعد خطوات من منزلها، لكنها تموت رعبأً
يا رب عدى الليلة دى على خير، لو قربلى حصوت بعلو حسى
خطواته تقترب، قلبها يدق بعنف، أسرعت خطواتها أكثر حتى قاربت العدو، أحست به يسرع وراءها أيضاً، أحست بأن اليلة لن تنتهى على خير، هو يريد بها سوءاً، يستغل ضعف موقفها، فهى وحدها فى الشارع شبه المظلم، والوقت متأخر، هو يقترب، قلبها يكاد يتوقف عن الدق من فرط رعبها
ثم شعرت بيد تمسك بكتفها
آآآآآآآآآآآآآآآه
إيه يا هناء مالك بتجرى كده ليه، مالك يا بت، أنا عمال أقول هى ولا مش هيه، الدنيا ضلمة، وأنا واقف مستنيكى تيجى، دا ماما قلقانة عليكى قوى
الله يسامحك يا هيثم، وقعت قلبى، كنت فاكراك حد ماشى ورايا
ثم أمسكت بذراع أخيها، بل "كلبشت" فى ذراعه، وأخذت نفساً بعد أن كان نفسها توقف تقريباً... حمدت الله أنها عادت سالمة لمنزلها
اتأخرتى كده ليه بس؟
أعمل ايه كان فى شغل كتير فى المحل وأستاذ أحمد وعدنى يروّحنى بس .................... الخ
------------------------------------------------------------
أتمنى تكون الرسالة وصلت
6 comments:
yaaaaah..3ala fkra for everybody, el kessa di msh bas bta3et bent men 7ay sha3by aw taba2a fa2ira w bte2bad 350 le,,la2 it applies for many girls f koll 7etta f masr men kol el taba2at wel mostawayat wel ta3lim w kollooo,,it's really the worst feeling,,feeling insecure in ur country,,lel asaf el shadid mafish walad hay2dar ye7es e7sas ay bent b kda, i mean el mo3aksat wel balawy el bte7sal di, girls only know,,and God knows too,,howa kman f koll 7etta, Rbna ye7mina kolena..sorry tawelt.
وصلت معكوسة
لو كانت وصلت عندك معكوسة تبقى راجل
:))
عشان فعلاً البنت والست بس هى اللى تحس معنى الكلام ده، الاحساس بعدم الأمان وانها ممكن فى أى لحظة تتعرض لمضايقة
Bashfulbeam: i'm so glad by ur comment, u said the exact meaning i wanted to say in my story.
"خده يا رب"
لأ .. عذبه يـــــــــــــــا رب
أمنيتى الدائمة يبقى معايا مسدس أقتل بيه كل رجل من الأصناف دى
اؤكدلك إن عدد الأحياء اللى هيتبقوا هيبقوا فى حدود المئات فقط
نفسى أفهم مين الإنسان اللى اخترع مبدأ "الساعة عشرة" دة
اللى اخترعه هو المبدأ ان البنت دى كائن ضعيف وعبيط ولازم وجود راجل معاها فى أى حته وإلا عقلها اللى على قده حيوديها فى مصيبة أكيد!! ومحدش بيقول الحقيقة إن اللى نفوسهم وحشة هما اللى بيستغلوا ضعفها البدنى وليس العقلى... ومش فارقة هنا لبسها شكله ليه لأن حتى الحشمة مابتسلمش منهم
ربنا يحمينا منهم جميعاً
ويكتر من الرجالة المحترمة اللى بتتعامل مع البنت أو الست على أنها أخت أو إبنه
كلام جميل ويسعدنى أرد عليه:
أولاً: الكاتب للقصة دى بنت، عشان ده يفرق كتير قوى
ثانياً: واضح كده من القصة ان هناء مش العادى بتاعها انها تتأخر فى شغلها، واضح انها
كانت زنقة آخر شهر مثلاً تقفيل حسابات أو جرد...الخ، واضطرت انها تستنى من باب
الاجتهاد فى شغلها أو المجاملة، حسب شخصيتها
ثالثاً: جبت معلومة 2% من النساء دى من فين؟؟ يا ريت لو الرقم صح تجيبلى الدليل، هل
دى نسبة المرأة العاملة لباقى النساء؟ ولا نسبة المرأة العاملة فى القطاع الخاص؟؟ ....
معلش بس أقطع دراعى لو دى نسبة المرأة العاملة لباقى النساء، أنا معرفش النسبة
الصحيحة لكن مش أقل من 40%
رابعاً: من اعتقادى ان الراجل ميقدرش يفهم مدى الاحساس بعدم الأمان ده زى البنت أو
الست، وصدقنى اللبس مالهوش أى علاقة بالموضوع، أنا بنت وأقدر أقول ان لبسى
حشمة، لكن مالهوش دعوه بانى أتعاكس ولا لأ، له دعوه بأخلاق اللى بيعاكس والبيئة
المحيطة، لأن بنفس البس لو مشيت بيه فى أرض الجولف مثلاً و وسط البلد، حتعاكس
فى وسط البلد بس
خامساً: هيثم أخوها أنا مالمتوش أبداً، هو ماكانش عارف ان أخته حتتأخر، عشان كده
ماراحش جابها
سادساً: هل منطقى ان الراجل يعاقب ويدين أى بنت ماشية فى الشارع "هو" شايف انها
مش تمام؟ وفى نفس الوقت يهنئ ويثنى على كل بنت حشمة و "هو" شايف انها
ممتازة؟ ويكافئها انه "كتر ألف خيره" مايعاكسهاش؟؟؟ انما التانية بقى بما انه ولى على
كل بنات الشارع لازم يتدخل.... معلش بس اللى زى كده مجرد بيجيب سبب عشان يقل
أدبه والسلام، مش مفروض ان أخلاق الراجل تبقى نابعه من داخله ؟ ولا لاازم بنت غريبة
مايعرفهاش ماشية فى الشارع هى اللى تظبطله أخلاقه المرنة دى؟؟؟
وشكراً على ردك
Post a Comment