26.11.05

مثل الوزنات


14"ويُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ رجُلاً أرادَ السَّفَرَ، فدَعا خدَمَهُ وسَلَّمَ إلَيهِم أموالَهُ، 15كُلُّ واحدٍ مِنهُم على قَدْرِ طاقَتِهِ. فأعطى الأوّلَ خمسَ وزَناتٍ مِنَ الفِضَّةِ، والثّاني وزْنَــتَينِ، والثّالثَ وزنَةً واحدةً وسافرَ. 16فأسرَعَ الَّذي أخذَ الوَزَناتِ الخَمسَ إلى المتُاجَرةِ بِها، فربِـحَ خَمسَ وزَناتٍ. 17وكذلِكَ الَّذي أخذَ الوَزْنَتينِ، فرَبِـحَ وزْنَتينِ. 18وأمّا الَّذي أخذَ الوَزْنَة الواحدَةَ، فذهَبَ وحفَرَ حُفْرةً في الأرضِ ودفَنَ مالَ سيَّدِهِ. 19وبَعدَ مُدّةٍ طويلةٍ، رجَعَ سيَّدُ هؤُلاءِ الخَدَمِ وحاسَبَهُم. 20فجاءَ الَّذي أخَذَ الوَزَناتِ الخَمسَ، فدَفَعَ خَمسَ وزَناتٍ مَعَها وقالَ: يا سيَّدي، أعطيتَني خَمسَ وَزَناتٍ، فخُذْ خَمسَ وزَناتٍ رَبِحتُها. 21فقالَ لَه سيَّدُهُ: أحسَنتَ، أيٌّها الخادمُ الصالِـحُ الأمينُ! كُنتَ أمينًا على القليلِ، فسَأُقيمُكَ على الكَثيرِ: اَدخُلْ نَعيمَ سيَّدِكَ. 22 وجاءَ الَّذي أخَذَ الوَزْنتَينِ، فقالَ: يا سيَّدي، أعطَيتَني وزْنَــتَينِ، فخُذْ معَهُما وزْنتَينِ رَبِحتُهُما. 23فَقالَ لَه سيَّدُهُ: أحسنتَ، أيٌّها الخادِمُ الصّالِـحُ الأمينُ! كُنتَ أمينًا على القَليلِ، فسأُقيمُكَ على الكَثيرِ: اَدخُلْ نَعيمَ سيَّدك

َ24وجاءَ الَّذي أخَذَ الوَزْنةَ الواحِدَةَ، فقالَ: يا سيَّدُ، عَرَفْتُكَ رجُلاً قاسِيًا، تحصِدُ حيثُ لا تَزرَعُ، وتَجمَعُ حيث لا تَبذُرُ، 25فخِفتُ. فذَهبتُ ودفَنْتُ مالَكَ في الأرضِ، وها هوَ مالُكَ. 26فأجابَهُ سيَّدُهُ: يا لَكَ من خادِمِ شِرّيرٍ كَسلانَ! عَرَفتَني أحصِدُ حَيثُ لا أزرَعُ وأجمَعُ حيثُ لا أبذُرُ، 27فكانَ علَيكَ أنْ تضَعَ مالي عِندَ الصَّيارِفَةِ، وكُنتُ في عَودتي أستَرِدٌّهُ معَ الفائِدَةِ. 28وقالَ لخَدَمِه: خُذوا مِنهُ الوَزْنَةَ واَدْفَعوها إلى صاحِبِ الوَزَناتِ العَشْرِ، 29لأنَّ مَنْ كانَ لَه شيءٌ، يُزادُ فيَفيضُ. ومَنْ لا شيءَ لَه، يُؤخذُ مِنهُ حتى الَّذي لَه. 30وهذا الخادِمُ الَّذي لا نَفْعَ مِنهُ، اَطرَحوهُ خارِجًا في الظّلامِ. فهُناكَ البُكاءُ وصَرير الأسنانِ.
++++++++++++++++++++++++++++++++
بقدر ما يكون هذا الكلام مفرح ومعزى، فهو مخيف ايضاًَ، يحذرنا من أن نقف ساكنين تجاه أنفسنا، لا نعرف ما لدينا من وزنات، لا نعرف ماهو المتوقع منا ... فالدرس الأول الذى لابد أن نتعلمه هو اكتشاف وزناتنا: اسأل نفسك ماهو الذى أستطيع عمله، وليس فقط عمله، بل أستطيع عمله بشكل متقن، ربما أفضل من بقية الناس
هناك من هم ليسوا على دراية بقدراتهم كبداية، بل هناك من لا يعلمون أن عليهم اكتشاف مثل هذه الوزنات، وتمر أياما وسنوات وهم لا يدرون عنها شيئاً، فيكونون مثل العبد الذى دفن وزنته تحت الأرض، وعند مجئ وقت المحاسبه، يرتبك، يبحث فى كل مكان على وزنته حتى يجدها تحت الأرض، مغطاه بالطين والأعشاب، لم تستخدم ولم يعلم عنها أحد، سواء كان يعلم بها أم لم يعلم فهى ضاعت هباءاً، لكن الرب لا ينسى ، سوف يأتى ويسألنا عن وزناتنا، ويحصيهم جيداً
هى مسئولية، وعبء أيضاً، فربما كان منا من لا يريد أن يبذل جهد فى استثمار وزناته، لكن الانجيل يحدثنا بأنه ليس مرحب بالكسول الذى يدفن مواهبه المعطاه اليه من الرب تحت الأرض، عليك استخدامها، فمن لا يعبأ بها، لن يعبأ به الرب يوم المحاسبه
وماذا عن الآخرين الذين ربحوا ثقل وزناتهم؟ لاحظ هنا انهما لم يحصلا على عدد وزنات متساوى، فالاول حصل على خمس والآخر حصل على اثنين، ولكن كليهما ضاعفا وزناتهم، لقد تعبا وواجها العديد من المشكلات حتى يستثمروا تلك الوزنات، انها مسئولية، وليست سهله، لكن احساس النجاح ينسيهم كل تعب... فقط اعرف وزناتك الآن، قد تكون وزنتك هى كلمات التشجيع البسيطة التى ترددها على من حولك، فتكون كلماتك دافع لهم لتحدى مصاعبهم، قد تكون وزنتك موهبه تمتع بها من حولك وترسل لهم كلمات الرب من خلالها، فتربح له نفوساً، قد يكون عملك هو وزنتك، تمجد الرب من خلاله، قد تكون أسرتك هى وزنتك التى تحتاج منك الرعاية والتقويم، الوزنات أنواعها كثيرة لا تنتهى، عليك البحث عن وزنتك، ومعرفة كيف تستثمرها، حتى حين يأتى الرب ويسألك عما أنجزته، تصبح من الواقفين فى ثقة يقدمون له الوزنات الزائدة التى ربحوها، ولا تكن أبداً ذلك العبد الكسول الذى دفنها ونسى كل شئ عنها

6 comments:

Ahmed Shokeir said...

ليليان
جرت العادة دائما فى مثل هذا النوع من القصص الفلسفية أن يأتى الأخير ومعه الحكمة وحسن التصرف ويكون دائما هو حكيمهم .. وهذا ماتوقعته وإن كنتى قد فاجئتني بالعكس

سؤال فى الأول

هو ليه الكلام مشكل وإيه الأرقام المكتوبة دى .. هل هو كلام من كتاب مقدس ؟
مستنى ردك عشان أعرف أكمل

Lilli said...

ده فعلاً جزء من الإنجيل من انجيل متى
هى قصه رمزية وكل حاجه فيها ليها رمز، لو كنت تحب ممكن أفسرلك كل رمز معناه ايه
بإختصار السيد صاحب المال هو الله والمال أو الوزنات(يعنى كيس فلوس) هو النعم والعطايا اللى بيديها للبشر
كل واحد بقى بيتعامل بيها بطرق مختلفة زى التلاته اللى فى المثل
بس المغزى هنا أن الواحد لازم يشتغل ويستغل النعم اللى عنده

Ahmed Shokeir said...

أه .. كده اصبحت الأمور واضحة والمغزى مفهوم ، وعودة سيد الخدم ومحاسبتهم هو هنا يمثل يوم الحساب

ويبدو أن حتى من حصل على نعمة ولم يحسن إستغلالها بالرغم من أنه لم يفرط فيها سوف يحاسب على عدم إستغلالها

مابالك بمن فرط فيها وخسرها

تحياتى

Lilli said...

تمام بالظبط
بس أنا مفهمتش قصدت ايه ان الأخير لازم ييجى بحكمه وحسن التصرف؟
قصدى كنت متوقع النهاية ازاى؟

Ahmed Shokeir said...

تعليقي الأول كتبته قبل ماخد بالي إنه كلام مقدس
يعني أنا كتبته على أساس إنها من القصص الفلسفية التىتحوي وراءها حكمة معينة فقلت إنه دائما هذا النوع من القصص بيكون الأول والتانى تصرفهم سلبي والثالث عادة بيكون تصرفه هو مايحمل الحكمة والغرض من القصة
عشان كده أنا قلت إنك فاجئتينا على غير العادة إن الثالث هو الذى كان يحمل الجانب السلبي

Anonymous said...

إختيار موفق عزيزتى ليلي.. أعجبت بمدونتك عموما ولكن هذا الإدراج لن أعزى لك فضلا فيه إلا الإختيار فالقصة من الإنجيل وهى معبرة عن أحوال البشر مع نعم الله عليهم.
تعليقك على المثل المضروب فى الإنجيل كان جيدا ولكن هناك المزيد ليقال فى هذا المجال.
نحياتى